بسم الله
[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]
على الرغم من أن الدراسة أجريت على مجتمع نستطيع القول أنه يتمتع بنسبة متوسطة أو عالية من الثقافة حيث كان المبحوثون يحملون شهادة ثانوية عامة أو في المستويات الأولى من مرحلة التعليم الجامعي ، ونستطيع القول بأن هذه العينة هي التي تتمتع بثقافة متوسطة أو عالية نظرا لأننا نعيش في مجتمع تزيد فيه نسب الأمية وتقل فيه نسبة المتعلمين ونعني هنا بالأمية أمية القراءة والكتابة ، ولذا استهدف (راديو شباب نت) في دراسته هذه تلك العينة متعمداً من أجل التعرف على نسبة الثقافة والإطلاع التي تتمتع بها الفئة المتعلمة من خلال القراءة .
وأخذت الدراسة (310عينة) من المجتمع المستهدف (18)عينة منها كانت غير صالحة أو تالفة من أجل معرفة الأساليب والوسائل التي يستخدمها الشباب في التزود والاطلاع على المعارف والثقافات الأخرى بالإضافة إلى الأماكن التي يعتبرونها الأهم والأنسب للقراءة وتعددت الخيارات المطروحة في الدراسة ما بين دور المدرسة كمرحلة أولى في تنمية موهبة أو مهارة القراءة لدى الطلاب في المراحل المبكرة نظراً لأهمية الدور الذي تؤديه المدرسة في حياة ومشوار الطالب العلمي والثقافي .
وطرحت الدراسة مجموعة وسائل يستقي منها الشباب معرفتهم وثقافتهم منها الكتاب و الملزمة والصحيفة والانترنت ، وعن الأماكن المفضلة للقراءة كانت النادي أو المسجد أو البيت أو المكتبات العامة .
المدرسة ... دور يتوجب الاهتمام به
أظهرت نتائج الدراسة في هذا السؤال الذي كان يقول (تؤدي المدرسة دوراً مهماُ في تنمية ثقافة القراءة لدى الشباب ) أن نسبة 52,7% يؤيدون ذلك المقترح بينما يرى 23,6% من المبحوثين أن المدرسة على الرغم من مكانتها لا تؤدي الدور المناط بها في مجال تنمية المهارات القرائية وحب الاستطلاع لدى الطلاب ، وكان 23,7% محايداً ، وهذا ما يدل على أن دور المدرسة كمنارة للعلم والتثقيف ولبنة أولى تمهد للطفل والطالب الطريق العلمي والثقافي مستقبلاً بدأ يأخذ في الانهيار وهذا ما سيولد جيلاً أمياً في المستقبل القريب ونعني بهذا أن تصل المدرسة إلى أن تكون مصنعاً للأمية الكاملة ، بحيث لا تفيد الطالب دراسته أو لا تضيف له إلى رصيده المعرفي ما يجعلها تستحق الأولوية في المشوار العلمي والثقافي للطالب.
وعن متوسط الساعات التي يقضيها الشاب أو الشابة في المكتبات العامة أظهرت نتائج الدراسة أن نسبة 36,3% من العينة يرتادون المكتبات العامة بنسبة ساعة يومياً بينما 22,9% يصلون إلى المكتبات ساعتين في الأسبوع ، و18,5% يزورون المكتبات ست ساعات في الشهر ، وكانت نسبة 22,2% أجابوا بلا شيء أي أنهم لا يصلون المكتبات العامة بصورة نهائية .
وعن كم كتاباً تقرأ في السنة ؟ أظهرت نتائج الدراسة أن أقل عدد هو كتاب واحد في السنة وأكثرها عشرون كتاباً في السنة ، تنوعت بين دينية وثقافية واجتماعية وعلمية وتاريخية بالإضافة إلى كتب التنمية الذاتية والمقررات الدراسية ، وأخذت الكتب الدينية نسبة 23,8% كأعلى نسبة بينما كانت أقل نسبة للكتب ذات الطابع التاريخي حيث بلغت نسبة 3,7%
الكتاب جوهرة لا تزال تحمي مكانتها
وعن السؤال الذي كان يقول (رتب وسائل وطرق القراءة حسب أولوياتك ) جاء الكتاب في المرتبة الأولى بنسبة 38,4% ، ثم الملزمة بنسبة 29,1% ، وكانت الصحيفة ثالثاً بنسبة 21,2% كوسيلة يتم الاعتماد عليها في استقاء المعلومات والمعارف بينما جاءت وسيلة العصر – الإنترنت – في المرتبة الرابعة والأخيرة بنسبة 11,3% .
وتدل هذه النسبة الظاهرة على أن الكتاب رغم كل ما طرأ على وسائل عرض المعلومة فإنه لا يزال يتصدر تلك الوسائل كقيمة جوهرية للمعرفة وكوسيلة أولى وقديمة لا زالت لها الأولوية في أخذ المعلومة والمعرفة ربما لأنه يتمتع بالمصداقية أكثر وربما أيضاً للقيمة التي زرعها في قلب القاريء كصديق حميم من الصعب التخلي عنه .
الأماكن المفضلة للقراءة
وعن الأماكن المفضلة للقراءة جاء البيت كمكان مفضل للقراءة في المرتبة الأولى على الجامع والمكتبات العامة والنادي بنسبة بلغت 83,6% ، وكان الجامع ثانياً بـ11%، وجاءت المكتبات العامة في المرتبة الثالثة بنسبة 3,7% ، وكانت المرتبة الأخيرة من نصيب النادي كمكان مفضل للقراءة بنسبة1,7%.
ويظل بهذا دور المنزل قائماً كمكان للقراءة بما يدل على أن الأماكن البديلة إما غير مؤهلة أو غائبة تماماً،بما في ذلك الجامع الذي يعتبر المركز الأول في الجانب الإرشادي والدعوي والمكتبات العامة التي تبدو خاوية على عروشها فمشاكلها تتنوع بين عدم وجود الكتب المتنوعة أو غياب الترويج المطلوب للإصدارات الجديدة ، بالإضافة إلى الآليات التي تتم وفقها عمليات الإعارة للكتاب ، وهنا أيضاً نتطرق إلى المعايير المعتمدة لدى الجهات التي تمنح التراخيص للإصدارات الجديدة وكيفية مراقبة مضمونها والأهداف الجديرة بنشرها .
وعن النادي كمكان مفضل للقراءة فإما أنه لا توجد مكتبات لدى الأندية سواء الأندية الرياضية أو الأندية الثقافية أو أن تلك الأندية لها أولويات تسبق جانب القراءة والمطالعة الثقافية وربما آلية الدخول للأندية التي قد تمنع البعض من الناحية الاقتصادية وهذا ما جعل النادي يأتي في المرتبة الأخيرة وبنسبة ضئيلة كمكان نعتبره مفضلاً للقراءة .
وعن الاستفسار الذي يحاول معرفة الأسباب التي تقف حاجزاً أمام الشباب والقراءة فإن هناك عدة أسباب منها بشكل أساس الانشغال بالعمل ،ومتابعة التلفزيون،عدم تنظيم الوقت ، الترفيه ،ضيق الوقت، عدم الوعي بقيمة القراءة،عدم توفر الكتب لدى الشباب،عدم توفر المكتبات العامة الانشغال بالتكنولوجيا كالتلفزيون والهاتف والانترنت،الرفقة السيئة،قلة أماكن القراءة،القات،عدم فتح المكتبات الثقافية المتوفرة لوقت كاف،تدني مستوى ثقافة القراءة لدى الأسرة .
متوسط الزيارات للمكتبات العامة
أما عن متوسط زيارات الشباب للمكتبات العامة من أجل المطالعة والاستفادة مما يكتب فإن ( مرة واحدة في الأسبوع) كانت هي الطاغية حيث أخذت هذه الإجابة ما نسبته 73% ، وكانت إجابة مرتين في الأسبوع هي الثانية بنسبة 14%، ولم تأخذ نسبة ثلاث مرات في الشهر سوى 13% ، وبهذا فإن هذه النسب قد نقول لا بأس بها لكنها تعتبر قليلة وضئيلة جداً بالنظر إلى أوقات الفراغ وفترات الإجازات خاصة إجازة الصيف ، بل أن الإنسان المولع بالقراءة نراه لا يتعلل بالوقت فتلاحظه يحمل معه كتاباً أينما ذهب يقرأ في الباص ويطالع كتابه في أي وقت يراه غير منشغل بعمل آخر.
وترى نسبة 94,5% من الشباب القراءة مهمة لأنها تعمل على زيادة معرفة ومهارة وثقافة الشباب بما يعود بالنفع على المجتمع ،و توسع آفاق التفكير لدى الشباب ،وتساهم في اتخاذ الآراء وفق رؤية سليمة ،ولها دور في تعلم ثقافة التعامل مع الآخرين ، وتوسيع المدارك الفكرية، ومنح الشباب القدرة على استيعاب مفردات الحياة ، واستثمار أوقات فراغ الشباب ، كما أن لها الفضل في دفع الشباب للتعايش مع التقنية والتطورات .
التوصيات :
- ضرورة تخصيص حصص معينة في الجدول الأسبوعي المدرسي تهتم بالقراءة وتشجع الطالب على اقتناء الكتاب .
- إقامة المسابقات والأنشطة الكفيلة بتحفيز الطالب وتشجيعه على القراءة .
- توفير المكتبات الثقافية بمختلف الكتب والإصدارات والمؤلفات في مختلف المدارس .
- نشر أسماء الكتب والمواضيع التي تتضمنها في مختلف وسائل الإعلام والترويج للكتب والإصدارات الجديدة.
- بيع الكتب بأسعار ميسرة .
- تفعيل دور الأسرة والمدرسة في غرس حب القراءة لدى الشباب
- توفير المكتبات العامة والكتب المهمة.
- توفير مقاهي الانترنت بالآلية الهادفة والمدروسة.
- وضع آلية معينة لانضمام الشباب للمكتبات العامة
- طرح المواضيع التي تناقش هموم الشباب ومشاكلهم
- متابعة البرامج الإذاعية والتلفزيونية
- خفض أسعار الاشتراك في الانترنت المنزلي .
- إيجاد القنوات التعليمية الهادفة.
- ضرورة تواجد ملتقيات وتجمعات تشجع ثقافة القراءة على مستوى المديريات.
- توفير المكتبات في الريف.
- التوعية بأهمية وقيمة القراءة وضرورة تنمية عقول الشباب
نداء إلى أمة إقرأ !!
القراءة هي السبيل نحو الإيمان والعلم والمعرفة، بها نفتح الأبواب المغلقة ، وبفعلها الجميل نحول الأفكار الراكدة في العقول إلى أفعال مفيدة وسلوكيات نافعة، يستفيد منها المواطن والوطن والمجتمع والأمة ، بحيث يتحول الخيال والحلم بفعل آثار القراءة إلى حقيقة ثابتة ، وواقع ملموس.
وما الحالة التي تعيشها الأمة اليوم من تردٍ وانحطاط وانكسار إلا لعدة أسباب من ضمنها تراجع نسبة القراءة بين مختلف الشرائح والتي أكدتها كثير من الدراسات والأبحاث على الرغم من توافر كمية هائلة من المعلومات وتعدد مصادر ومشارب القراءة، حتى أصبح التوصيف المناسب لهذه الظاهرة التي أصابت روح الإنسان العربي في الصميم بمفهوم "موت القراءة "، والتي حدثت نتيجة عدة عوامل من ضمنها سوء تعامل الأسرة مع مفهوم القراءة وخلو المناهج التعليمية من الطرق المحببة للقراءة ، وتخاذل الجهات المعنية عن الاهتمام بالقراءة ، وإهمال إبداعات المفكرين ، وإنجازات المثقفين ، بالإضافة إلى ظهور عصر القنوات الفضائية بما تقدمه من برامج ثقافية ومواد ترفيهية، مع الأخذ بعين الاعتبار بعض القضايا المهمة مثل ضيق الظروف المعيشية ،وتهافت الناس بشكل كبير في هذا الزمان نحو صور وأشكال اللهو والتسلية والترفيه.
والحل رغم صعوبة تحقيقه يكمن في بذل جهود كبيرة من أجل غرس حب القراءة في عقلية الطفل والمراهق والطالب، وهذا الحل يعتبر مسؤولية شاملة ،ومهمة صعبة تتحملها جميع الأطراف ، فليس سهلا تحويل النظرة السلبية للقراءة في الوقت الحاضر إلى نظرة إيجابية، بحيث تصبح بمرور الأيام عبارة عن متعة ولذة ورغبة عكس ما هو سائد اليوم بأنها مصدر للملل والكآبة ومضيعة للوقت.
أخيراً
القراءة هي أولى الطرق نحو النجاح والإبداع وبناء الأوطان، وهي المحفز الأول نحو الفكاك من عقم العقول وتحجر القلوب وقيود المتطرفين على اختلاف مشاربهم، والمرشد نحو تلافي الأخطاء المرتكبة والمآسي المتكررة عبر التاريخ فردية أكانت أم جماعية.
وحتى تكون القراءة أقوى الأسلحة في حياتنا لابد أن نقرأ أفراداً وجماعات مئات الكتب ونتصفح عشرات المجلات ونقضي مئات الساعات في عملية المطالعة بشقيها الورقي والرقمي، عندئذ ستتكاثر أعداد المنظمين لحزب القراء في كل بلد عربي وسيتمهد الطريق نحو ثورة فكرية شاملة لتزول أسباب الانحطاط ودواعي التخلف ، وسنحطم كافة القيود بل سنعود مثل ما كنا سابقا " أمة أقرأ "التي تقدس الورق والقلم والفكر.
تحفيز القرآن الكريم على القراءة
نتفق جميعاً بل ونجمع – نحن المسلمون – على أن القرآن الكريم هو منبع ومصدر كل توجيهات حياتنا ، وهو الكتاب الذي جمع لنا كل مفردات حياتنا وتعاليم أمور ديننا ودنيانا ، وقد أنزله الله على رسولنا الكريم محمد عليه أفضل الصلاة وأتم التسليم من أجل إيضاح ما التبس علينا ، وأول ما نزل من القرآن الكريم كان بصيغة الأمر ، وأول حرف نزل هو الهمزة ، وأول كلمة نزلت هي " إقرأ " حينما كان رسولنا الكريم يتعبد في غار حراء .
نعم .. نزل الأمين جبريل عليه السلام حاملاً معه " إِقْرَأْ بِاسْمِ رَبِّكَ الذي خَلَقْ " إلى رسولنا الكريم ، ولذا كنا أمة إقرأ ، لكن التساؤل الذي نحاول الكشف عنه :
أمة إقرأ هل تقرأ ؟!! .
لقد نزل الوحي على رسول الله صلى الله عليه وسلم أول ما نزل بآياتٍ توجه النظر الإنساني إلى التعليم ، وتطالبه بالقراءة ؟، فصدع بقوله تعالى " إقرأ باسم ربك الذي خلق " صدق الله العظيم .
وإننا لنجد القرآن الكريم يدعو إلى التعلم ويحض على طلب العلم ويبين درجات العلماء ويخاطب العقلاء ويحضهم على التدبر في آيات الله تعالى وآلائه ، من ذلك قوله تعالى
[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]
على الرغم من أن الدراسة أجريت على مجتمع نستطيع القول أنه يتمتع بنسبة متوسطة أو عالية من الثقافة حيث كان المبحوثون يحملون شهادة ثانوية عامة أو في المستويات الأولى من مرحلة التعليم الجامعي ، ونستطيع القول بأن هذه العينة هي التي تتمتع بثقافة متوسطة أو عالية نظرا لأننا نعيش في مجتمع تزيد فيه نسب الأمية وتقل فيه نسبة المتعلمين ونعني هنا بالأمية أمية القراءة والكتابة ، ولذا استهدف (راديو شباب نت) في دراسته هذه تلك العينة متعمداً من أجل التعرف على نسبة الثقافة والإطلاع التي تتمتع بها الفئة المتعلمة من خلال القراءة .
وأخذت الدراسة (310عينة) من المجتمع المستهدف (18)عينة منها كانت غير صالحة أو تالفة من أجل معرفة الأساليب والوسائل التي يستخدمها الشباب في التزود والاطلاع على المعارف والثقافات الأخرى بالإضافة إلى الأماكن التي يعتبرونها الأهم والأنسب للقراءة وتعددت الخيارات المطروحة في الدراسة ما بين دور المدرسة كمرحلة أولى في تنمية موهبة أو مهارة القراءة لدى الطلاب في المراحل المبكرة نظراً لأهمية الدور الذي تؤديه المدرسة في حياة ومشوار الطالب العلمي والثقافي .
وطرحت الدراسة مجموعة وسائل يستقي منها الشباب معرفتهم وثقافتهم منها الكتاب و الملزمة والصحيفة والانترنت ، وعن الأماكن المفضلة للقراءة كانت النادي أو المسجد أو البيت أو المكتبات العامة .
المدرسة ... دور يتوجب الاهتمام به
أظهرت نتائج الدراسة في هذا السؤال الذي كان يقول (تؤدي المدرسة دوراً مهماُ في تنمية ثقافة القراءة لدى الشباب ) أن نسبة 52,7% يؤيدون ذلك المقترح بينما يرى 23,6% من المبحوثين أن المدرسة على الرغم من مكانتها لا تؤدي الدور المناط بها في مجال تنمية المهارات القرائية وحب الاستطلاع لدى الطلاب ، وكان 23,7% محايداً ، وهذا ما يدل على أن دور المدرسة كمنارة للعلم والتثقيف ولبنة أولى تمهد للطفل والطالب الطريق العلمي والثقافي مستقبلاً بدأ يأخذ في الانهيار وهذا ما سيولد جيلاً أمياً في المستقبل القريب ونعني بهذا أن تصل المدرسة إلى أن تكون مصنعاً للأمية الكاملة ، بحيث لا تفيد الطالب دراسته أو لا تضيف له إلى رصيده المعرفي ما يجعلها تستحق الأولوية في المشوار العلمي والثقافي للطالب.
وعن متوسط الساعات التي يقضيها الشاب أو الشابة في المكتبات العامة أظهرت نتائج الدراسة أن نسبة 36,3% من العينة يرتادون المكتبات العامة بنسبة ساعة يومياً بينما 22,9% يصلون إلى المكتبات ساعتين في الأسبوع ، و18,5% يزورون المكتبات ست ساعات في الشهر ، وكانت نسبة 22,2% أجابوا بلا شيء أي أنهم لا يصلون المكتبات العامة بصورة نهائية .
وعن كم كتاباً تقرأ في السنة ؟ أظهرت نتائج الدراسة أن أقل عدد هو كتاب واحد في السنة وأكثرها عشرون كتاباً في السنة ، تنوعت بين دينية وثقافية واجتماعية وعلمية وتاريخية بالإضافة إلى كتب التنمية الذاتية والمقررات الدراسية ، وأخذت الكتب الدينية نسبة 23,8% كأعلى نسبة بينما كانت أقل نسبة للكتب ذات الطابع التاريخي حيث بلغت نسبة 3,7%
الكتاب جوهرة لا تزال تحمي مكانتها
وعن السؤال الذي كان يقول (رتب وسائل وطرق القراءة حسب أولوياتك ) جاء الكتاب في المرتبة الأولى بنسبة 38,4% ، ثم الملزمة بنسبة 29,1% ، وكانت الصحيفة ثالثاً بنسبة 21,2% كوسيلة يتم الاعتماد عليها في استقاء المعلومات والمعارف بينما جاءت وسيلة العصر – الإنترنت – في المرتبة الرابعة والأخيرة بنسبة 11,3% .
وتدل هذه النسبة الظاهرة على أن الكتاب رغم كل ما طرأ على وسائل عرض المعلومة فإنه لا يزال يتصدر تلك الوسائل كقيمة جوهرية للمعرفة وكوسيلة أولى وقديمة لا زالت لها الأولوية في أخذ المعلومة والمعرفة ربما لأنه يتمتع بالمصداقية أكثر وربما أيضاً للقيمة التي زرعها في قلب القاريء كصديق حميم من الصعب التخلي عنه .
الأماكن المفضلة للقراءة
وعن الأماكن المفضلة للقراءة جاء البيت كمكان مفضل للقراءة في المرتبة الأولى على الجامع والمكتبات العامة والنادي بنسبة بلغت 83,6% ، وكان الجامع ثانياً بـ11%، وجاءت المكتبات العامة في المرتبة الثالثة بنسبة 3,7% ، وكانت المرتبة الأخيرة من نصيب النادي كمكان مفضل للقراءة بنسبة1,7%.
ويظل بهذا دور المنزل قائماً كمكان للقراءة بما يدل على أن الأماكن البديلة إما غير مؤهلة أو غائبة تماماً،بما في ذلك الجامع الذي يعتبر المركز الأول في الجانب الإرشادي والدعوي والمكتبات العامة التي تبدو خاوية على عروشها فمشاكلها تتنوع بين عدم وجود الكتب المتنوعة أو غياب الترويج المطلوب للإصدارات الجديدة ، بالإضافة إلى الآليات التي تتم وفقها عمليات الإعارة للكتاب ، وهنا أيضاً نتطرق إلى المعايير المعتمدة لدى الجهات التي تمنح التراخيص للإصدارات الجديدة وكيفية مراقبة مضمونها والأهداف الجديرة بنشرها .
وعن النادي كمكان مفضل للقراءة فإما أنه لا توجد مكتبات لدى الأندية سواء الأندية الرياضية أو الأندية الثقافية أو أن تلك الأندية لها أولويات تسبق جانب القراءة والمطالعة الثقافية وربما آلية الدخول للأندية التي قد تمنع البعض من الناحية الاقتصادية وهذا ما جعل النادي يأتي في المرتبة الأخيرة وبنسبة ضئيلة كمكان نعتبره مفضلاً للقراءة .
وعن الاستفسار الذي يحاول معرفة الأسباب التي تقف حاجزاً أمام الشباب والقراءة فإن هناك عدة أسباب منها بشكل أساس الانشغال بالعمل ،ومتابعة التلفزيون،عدم تنظيم الوقت ، الترفيه ،ضيق الوقت، عدم الوعي بقيمة القراءة،عدم توفر الكتب لدى الشباب،عدم توفر المكتبات العامة الانشغال بالتكنولوجيا كالتلفزيون والهاتف والانترنت،الرفقة السيئة،قلة أماكن القراءة،القات،عدم فتح المكتبات الثقافية المتوفرة لوقت كاف،تدني مستوى ثقافة القراءة لدى الأسرة .
متوسط الزيارات للمكتبات العامة
أما عن متوسط زيارات الشباب للمكتبات العامة من أجل المطالعة والاستفادة مما يكتب فإن ( مرة واحدة في الأسبوع) كانت هي الطاغية حيث أخذت هذه الإجابة ما نسبته 73% ، وكانت إجابة مرتين في الأسبوع هي الثانية بنسبة 14%، ولم تأخذ نسبة ثلاث مرات في الشهر سوى 13% ، وبهذا فإن هذه النسب قد نقول لا بأس بها لكنها تعتبر قليلة وضئيلة جداً بالنظر إلى أوقات الفراغ وفترات الإجازات خاصة إجازة الصيف ، بل أن الإنسان المولع بالقراءة نراه لا يتعلل بالوقت فتلاحظه يحمل معه كتاباً أينما ذهب يقرأ في الباص ويطالع كتابه في أي وقت يراه غير منشغل بعمل آخر.
وترى نسبة 94,5% من الشباب القراءة مهمة لأنها تعمل على زيادة معرفة ومهارة وثقافة الشباب بما يعود بالنفع على المجتمع ،و توسع آفاق التفكير لدى الشباب ،وتساهم في اتخاذ الآراء وفق رؤية سليمة ،ولها دور في تعلم ثقافة التعامل مع الآخرين ، وتوسيع المدارك الفكرية، ومنح الشباب القدرة على استيعاب مفردات الحياة ، واستثمار أوقات فراغ الشباب ، كما أن لها الفضل في دفع الشباب للتعايش مع التقنية والتطورات .
التوصيات :
- ضرورة تخصيص حصص معينة في الجدول الأسبوعي المدرسي تهتم بالقراءة وتشجع الطالب على اقتناء الكتاب .
- إقامة المسابقات والأنشطة الكفيلة بتحفيز الطالب وتشجيعه على القراءة .
- توفير المكتبات الثقافية بمختلف الكتب والإصدارات والمؤلفات في مختلف المدارس .
- نشر أسماء الكتب والمواضيع التي تتضمنها في مختلف وسائل الإعلام والترويج للكتب والإصدارات الجديدة.
- بيع الكتب بأسعار ميسرة .
- تفعيل دور الأسرة والمدرسة في غرس حب القراءة لدى الشباب
- توفير المكتبات العامة والكتب المهمة.
- توفير مقاهي الانترنت بالآلية الهادفة والمدروسة.
- وضع آلية معينة لانضمام الشباب للمكتبات العامة
- طرح المواضيع التي تناقش هموم الشباب ومشاكلهم
- متابعة البرامج الإذاعية والتلفزيونية
- خفض أسعار الاشتراك في الانترنت المنزلي .
- إيجاد القنوات التعليمية الهادفة.
- ضرورة تواجد ملتقيات وتجمعات تشجع ثقافة القراءة على مستوى المديريات.
- توفير المكتبات في الريف.
- التوعية بأهمية وقيمة القراءة وضرورة تنمية عقول الشباب
نداء إلى أمة إقرأ !!
القراءة هي السبيل نحو الإيمان والعلم والمعرفة، بها نفتح الأبواب المغلقة ، وبفعلها الجميل نحول الأفكار الراكدة في العقول إلى أفعال مفيدة وسلوكيات نافعة، يستفيد منها المواطن والوطن والمجتمع والأمة ، بحيث يتحول الخيال والحلم بفعل آثار القراءة إلى حقيقة ثابتة ، وواقع ملموس.
وما الحالة التي تعيشها الأمة اليوم من تردٍ وانحطاط وانكسار إلا لعدة أسباب من ضمنها تراجع نسبة القراءة بين مختلف الشرائح والتي أكدتها كثير من الدراسات والأبحاث على الرغم من توافر كمية هائلة من المعلومات وتعدد مصادر ومشارب القراءة، حتى أصبح التوصيف المناسب لهذه الظاهرة التي أصابت روح الإنسان العربي في الصميم بمفهوم "موت القراءة "، والتي حدثت نتيجة عدة عوامل من ضمنها سوء تعامل الأسرة مع مفهوم القراءة وخلو المناهج التعليمية من الطرق المحببة للقراءة ، وتخاذل الجهات المعنية عن الاهتمام بالقراءة ، وإهمال إبداعات المفكرين ، وإنجازات المثقفين ، بالإضافة إلى ظهور عصر القنوات الفضائية بما تقدمه من برامج ثقافية ومواد ترفيهية، مع الأخذ بعين الاعتبار بعض القضايا المهمة مثل ضيق الظروف المعيشية ،وتهافت الناس بشكل كبير في هذا الزمان نحو صور وأشكال اللهو والتسلية والترفيه.
والحل رغم صعوبة تحقيقه يكمن في بذل جهود كبيرة من أجل غرس حب القراءة في عقلية الطفل والمراهق والطالب، وهذا الحل يعتبر مسؤولية شاملة ،ومهمة صعبة تتحملها جميع الأطراف ، فليس سهلا تحويل النظرة السلبية للقراءة في الوقت الحاضر إلى نظرة إيجابية، بحيث تصبح بمرور الأيام عبارة عن متعة ولذة ورغبة عكس ما هو سائد اليوم بأنها مصدر للملل والكآبة ومضيعة للوقت.
أخيراً
القراءة هي أولى الطرق نحو النجاح والإبداع وبناء الأوطان، وهي المحفز الأول نحو الفكاك من عقم العقول وتحجر القلوب وقيود المتطرفين على اختلاف مشاربهم، والمرشد نحو تلافي الأخطاء المرتكبة والمآسي المتكررة عبر التاريخ فردية أكانت أم جماعية.
وحتى تكون القراءة أقوى الأسلحة في حياتنا لابد أن نقرأ أفراداً وجماعات مئات الكتب ونتصفح عشرات المجلات ونقضي مئات الساعات في عملية المطالعة بشقيها الورقي والرقمي، عندئذ ستتكاثر أعداد المنظمين لحزب القراء في كل بلد عربي وسيتمهد الطريق نحو ثورة فكرية شاملة لتزول أسباب الانحطاط ودواعي التخلف ، وسنحطم كافة القيود بل سنعود مثل ما كنا سابقا " أمة أقرأ "التي تقدس الورق والقلم والفكر.
تحفيز القرآن الكريم على القراءة
نتفق جميعاً بل ونجمع – نحن المسلمون – على أن القرآن الكريم هو منبع ومصدر كل توجيهات حياتنا ، وهو الكتاب الذي جمع لنا كل مفردات حياتنا وتعاليم أمور ديننا ودنيانا ، وقد أنزله الله على رسولنا الكريم محمد عليه أفضل الصلاة وأتم التسليم من أجل إيضاح ما التبس علينا ، وأول ما نزل من القرآن الكريم كان بصيغة الأمر ، وأول حرف نزل هو الهمزة ، وأول كلمة نزلت هي " إقرأ " حينما كان رسولنا الكريم يتعبد في غار حراء .
نعم .. نزل الأمين جبريل عليه السلام حاملاً معه " إِقْرَأْ بِاسْمِ رَبِّكَ الذي خَلَقْ " إلى رسولنا الكريم ، ولذا كنا أمة إقرأ ، لكن التساؤل الذي نحاول الكشف عنه :
أمة إقرأ هل تقرأ ؟!! .
لقد نزل الوحي على رسول الله صلى الله عليه وسلم أول ما نزل بآياتٍ توجه النظر الإنساني إلى التعليم ، وتطالبه بالقراءة ؟، فصدع بقوله تعالى " إقرأ باسم ربك الذي خلق " صدق الله العظيم .
وإننا لنجد القرآن الكريم يدعو إلى التعلم ويحض على طلب العلم ويبين درجات العلماء ويخاطب العقلاء ويحضهم على التدبر في آيات الله تعالى وآلائه ، من ذلك قوله تعالى